کد مطلب:109966 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:162

نامه 009-به معاویه











ومن كتاب له علیه السلام

إلی معاویة

فَأَرَادَ قَوْمُنَا قَتْلَ نَبِیِّنَا، وَاجْتِیَاحَ أَصْلِنَا، وَهَمُّوا بِنَا الْهُمُومَ، وَفَعَلُوا بِنَا الْأَفَاعِیلَ، وَمَنَعُونَا الْعَذْبَ، وَأَحْلَسُونَا الْخَوْفَ، وَاضْطَرُّونَا إِلَی جَبَلٍ وَعْرٍ، وَأَوْقَدُوا لَنَا نَارَ الْحَرْبِ، فَعَزَمَ اللهُ لَنَا عَلَی الذَّبِّ عَنْ حَوْزَتِهِ، وَالرَّمْیِ مِنْ وَرَاءِ حُرْمَتِهِ. مُؤْمِنُنَا یَبْغِی بِذلِكَ الْأَجْرَ، وَكَافِرُنَا یُحَامِی عَنِ الْأَصْلِ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ قُرَیشٍ خِلْوٌ مِمَّا نَحْنُ فِیهِ بِحِلْفٍ یَمْنَعُهُ، أَوْ عَشِیرَةٍ تَقُومُ دُونَهُ، فَهُوَ مِنَ الْقَتْلِ بِمَكَانِ أَمْنٍ. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- إذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَوَقَی بِهِمْ أَصَحَابَهُ حَرَّ السُّیُوفِ وَالْأَسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَیْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ یَوْمَ بَدْرٍ، وَقُتِلَ حَمْزَةُ یَوْمَ أُحُدٍ، وَقُتِلَ جَعْفَرُ یَوْمَ مُؤْتَةَ، وَأَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتُ ذَكَرْتُ اسْمَهُ مِثْلَ الَّذِی أَرَادُوا مِنَ الشَّهَادَةِ، وَلكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ،مَنِیَّتَهُ أُجِّلَتْ. فَیَاعَجَباً لِلدَّهْرِ! إِذْ صِرْتُ یُقْرَنُ بِی مَنْ لَمْ یَسْعَ بِقَدَمِی، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ كَسَابِقَتِی الَّتِی لاَ یُدْلِی أحَدٌ بِمِثْلِهَا، إِلاَّ أَنْ یَدَّعِیَ مُدَّعٍ مَا لاَ أَعْرِفُهُ، وَلاَ أَظُنُّ اللهَ یَعْرِفُهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَی كُلِّ حَالٍ. وَأَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ قَتَلَةِ عُثْمانَ إِلَیْكَ، فَإِنِّی نَظَرْتُ فِی هذَا الْأَمْرِ، فَلَمْ أَرَهُ یَسَعُنِی دَفْعُهُمْ إِلَیْكَ وَلاَ إِلَی غَیْرِكَ، وَلَعَمْرِی لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ عَنْ غَیِّكَ وَشِقَاقِكَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلِیلٍ یَطْلُبُونَكَ، لاَ یُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ فِی بَرٍّ وَلاَ بَحْرٍ، وَلاَ جَبَلٍ وَلاَ سَهْلٍ، إِلاَّ أَنَّهُ طَلَبٌ یَسُوءُكَ وِجْدَانُهُ، وَزَوْرٌ لاَ یَسُرُّكَ لُقْیَانُهُ، وَالسَّلاَمُ لِأَهْلِهِ.